Monday, 16 March 2009

مأساة إنسانية في تبوك


لا تنسوا أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون
اللهم تب عليهما وعلى جميع المسلمين
ومن دعى عليهما فليضع نفسه مكانهما ولينظر أما مر بمواقف مشابهة أوأشنع منها ولكن الله ستره
لا يساورني شك بأن كل من شارك في قصة الفتاة والشاب المحترقين في سيارة 'كامري' بعد أن اصطدما في شاحنة كبيرة على طريق تبوك المدينة ، ويودون لو أن الزمن يعود قليلا قبل هذه الحادثة ليغير كل منهم الطريقة التي تعاطى بها مع تلك الحادثة التي انتهت باحتراق فتاة وشاب أحبا بعضهما فاحترقا في مجتمع لا يرى الحب إلا من بوابة الخطيئة ما لم يعط ورقة من المؤسسة الدينية .
فالشاب الذي بلغ عن ركوب فتاة مع شاب في سيارة ،
وبعد مراقبته للسيارة وهي تحترق قال : 'بكيت عندما شاهدتهما يحترقان' ،
وسائق الشاحنة سالم نصار (مصري الجنسية) رغم تبرئة المرور لعدم تسببه بالحادث ، أكد أن الأمر كان مأساويا ، وأنه أصيب بحالة هستيرية ، وكاد يحترق لو لم يبعده الأمن عن الحريق ،
حتى رجال الهيئة ورجل الأمن المرافق لهم هم أيضا يتمنون لو أن الأمر لم ينته إلى هذه المأساة ، وما طاردوا السيارة
.
ومع هذا كانت ردود فعل الغالبية ينقصها شيء من الإنسانية لحادث ليس مؤلما فقط ، بل ويفضح المسكوت عنه ،
فجل ردود الفعل لم تخرج عن 'لابد من وضع حد للهيئة'
أو
هذا عمل من المفترض مكافأة رجال الهيئة لأنهم يحفظون المجتمع من الفساد
كيف يحمل تصرف فردي جهة ما ، وكيف يفسد مجتمع بسبب فتاة وشاب ؟
لن أجيب على هذا السؤال بقدر ما أود تسليط الضوء على ما هو لا إنساني حاول غضب الغالبية إخفاءه أو تجاهله ، والذي يوازي مأساوية المشهد ، وأعني هنا أن الشاب 'رحمة الله عليه' صلت أسرته والمجتمع عليه
فيما الفتاة 'رحمة الله عليها' ـ وإلى كتابة هذا الموضوع ـ لم يصلِ أحد عليها ،
ولا تقدمت أسرة لتبلغ عن فقدان فتاتها .لا أحمل أسرتها المسئولية كاملة ، فالمجتمع لن يرحم هذه الأسرة ،
وسيتم أكل لحمها ، وسيكلل أسرتها العار إلى ما لا نهاية .فالمجتمع الذي مازال يعشش الفكر الجاهلي في لا وعيه ، يرى المرأة عارا أو خطيئة ، لهذا يجب مراقبتها طوال الوقت ،
وإن أخطأت وأحبت لابد من تجنبها كالرجس ، حتى أسرتها تتخلى عنها خوفا من العار .
قبل فترة أثار تقرير نشرته وزارة الشؤون الاجتماعية عن المنحرفات ضجة ، وكان عدد المنحرفات قد تجاوز الألف فتاة في أربع مدن خلال ثلاث سنوات ، مع أن أكثر من عشرين ألف شاب يسافرون كل يوم ليمارسوا نفس الانحراف ، ولم يتحرك المجتمع ، ولا هو أي المجتمع خاف من الفساد .
أذكر في لقاء مع أحد مثقفي وكتاب المجتمع الذي كثيرا ما تحدث عن أهمية التمسك بالقيم الإسلامية والأخلاق والشرف والعدالة ، سألوه: ما الذي ستفعله إن شاهدت فتاة في سيارة ابنك ؟أكد أنه سيحاول قدر المستطاع ألا يشاهده ابنه ، وإن شاهده سيضطر إلى توبيخه ، وأن الأمر لا يتعدى في نهاية المطاف إلا طيش شباب 'كلنا مررنا به' قال جملته ضاحكا .وحين تم تعديل السؤال وأبعد إبنه ووضعت ابنته ، قال غاضبا : 'سأقتلها هي ومن معها' .قالوا له : لم تعدل ، والإسلام يساوي في العقوبة ، أكد أن القضية مرتبطة بالشرف ،
أيضا لا أحمله المسئولية كاملة ، فالمجتمع لن يغفر له إن لم يقتلها ، وبالتأكيد سيمنحه صفة الرجولة حين يقتل ابنته .
بقي أن أقول : هل باستطاعة المجتمع الذي يزعم أن ثقافته إسلامية ، أن يعيد النظر في ثقافته عله يكتشف أن ثمة قيم جاهلية مازال يحتفظ بها ؟
فتاريخ المجتمعات يخبرنا ، أنه وطوال عمر البشرية لم يستطع شاب وفتاة إفساد مجتمع بأكمله ،
لأن المجتمع لا يفسد بسبب أخطاء فردية ـ هذا على افتراض أن الحب خطيئة' ،
فالمجتمع يفسد حين يعم الظلم ، وتسرق الأموال العامة ، ويغيب العدل ، ويطبق القانون على الضعفاء فقط .
والمجتمع لا يعدل بين الجنسين ، والدليل أنه صلى على الشاب ، فيما الفتاة وإلى الآن لم يصل عليها ، ولا أحد يريد التعرف عليها ، لأنها رجس لابد أن يجتنبه المجتمع .












إعلموا اخوتي أن أشد الأذى أذى العرض ، وإذا كنت لا ترضى أن يؤذيك أحد في أمك أو أختك أو ابنتك أو زوجتك، فكذلك كل الناس لا يرضى ذلك لأهله واعلم أيضا أنك كما تدين تدان: فمن وقع في عرض غيره ربما أوقع الله في عرضه
والأمر كما قال الإمام الشافعي رحمه الله

يا هاتكًا حرم الرجال وقاطعا .. ... .. سبل المودة عشت غير مكرم
لو كنت حـرًا من سلالة ماجد .. ... .. ما كنت هتاكًا لحــرمة مسلم
من يزن في بيت بألفي درهم .. ... .. في أهلـه يزنى بغــير الدرهم
إن الزنـــا دَيْنٌ إذا أقرضتــه .. ... .. كان الوفا في أهل بيتك فاعلم

2 comments:

  1. الله عليك يا مسلمة
    البوست يزلزل
    لو يعلم كل فتى وفتاة ان هذه من الممكن ان نكون النهاية المخذلة
    لو قرا كل شاب ابيات الامام الشافعى ما جرؤ رجل
    على اغواء فتاة
    لو تساوت احكام الناس والسلطة على الفتى والفتاةماانتشر الشباب يوقعون بالفتيات بكل الطرق
    الاسلام قال الزانى والزانية وساوى بينهما فى العقوبة
    اما المسلمين وفى دولة الاسلام فلا يطبقون الشريعة
    رحم الله الفتى والفتاة ورحم اهليهم
    وغفر لهم رب العالمين
    نحياتى لك وجزاك الله خيرا عما تكتبين

    ReplyDelete
  2. حبيبتي القدر وأنا

    والله أنا في شدة الحزن والإنزعاج حيال هذه المأساة

    رحمهم الله وجعلهم في جنته

    فعلا لا يوجد أرحم من رب العالمين على عباده

    طبعا هذا كان مكتوب لهم في لوح القدر لكن نظرة على الموضوع تجعلني ألعن كل ظالم جافت قلبه الرحمة وتسبب في دب الفزع والرعب في قلوبهم حتى تنتهي حياتهم بهذا الشكل اللا إنساني

    هم أخطأوا لكن هذا الشاب الذي أجرى الإتصال أخطأ لأنه تجسس عليهم ولأنه تتبعهم ولأنه وشى بهم

    كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون

    لكنهم لم يمهلهم القدر حتى يتوبوا ويعودوا إلى خالقهم

    تسبب خوفهم من البشر في موتهم وللأسف لو كان هذا الخوف شعروا به تجاه من خلقهم منذ البدء كانت الحال ستختلف

    ولكن لو تفتح عمل الشيطان وما هو مقدر قد كان

    اللهم ارحمهم يارب وعافنا وعافي أبنائنا من هذه النهاية المفجعة

    ورجائي للمسئولين عن الأمن وعن الأمر بالمعروف في المملكة السعودية بالرفق قليلا حيال هذه الحالات ومحاولة إرجاعهم إلى طريق الله بدلا من مطارتهم وكأنهم من عتاة المجرمين

    نورتيني بمرورك أختي الفاضلة ودمتي سالمة

    ReplyDelete